• Sat 20 Apr, 2024


أميون الكورة- علي بائع الكعك رفيق الأجيال

نورما شاهين- Koura.org- يرحب بك بصوت خافت ونظرات ثاقبة “كيف صحتك وكيف الأولاد؟”. هو يعرف الكورة وأبنائها تماماً كما يعرفه الجميع كباراً وصغاراً. يقف عند إشارة أميون منذ سنوات بعيدة. حتى قبل وضع إشارة السير. هو في ذاكرة طلاب المدارس وأبناء أميون، داربعشتار، كفرعقا وكفرحزير وغيرها. أتى يبحث عن رزقه ويبيع الكعك منذ أكثر من ٤۰ عاماً. “أنا من شدرا” يقول علي بائع الكعك “أنا بالكورة من لما كان حق ال٣ كعكات ربع”.
تتوقف سيارة لأخذ كعكتين. يمد علي يده ببطء ويُسلّم الكعك قائلاً “خليهون علينا هالمرة” يعطيه السائق أكثر من ثمن الكعكتين وينطلق. “أحلا عالم بيت الشماس” يقول بصوته المرتجف. أسأله ممازحة وبتعرف عيلتو كمان؟ يبتسم بخجل “كان يشتري مني الكعك من هوي وزغير”.
أقف الى جانبه أراقبه وهو يراقب المارة “هيدا من كفرعقا بالسيارة الحمرا” يقول وهو يرد تحية الشاب. تتوقف سيدة فيقترب من النافذة ويسألها عن سبب غيبتها. تضحك قائلة “معك حق تسأل يا علي لما فتحت الطريق الجديدة من مفرق الأمن العام خفت مشاويري على هالطريق”. يبتسم لها قائلاً “بدك الكعكات محمصين مثل العادي؟”
علي في ذاكرة طلاب مدارس الكورة حين كان يتنقل من مدرسة الى أخرى لبيع الكعك الطازج. وحسب ما تؤكد سيدة خمسينية من أميون أنها كانت تشتري منه الكعك عندما كانت طالبة في الخامسة من عمرها في المدرسة وما زالت تفعل حتى اليوم. ويذكر شاب ثلاثيني كيف كان يركض الى الشرفة كلما سمعه ينادي بصوته المميز “كعك كعك”.
كان علي يجول لسنوات طوال من قرية الى أخرى مشياً على الأقدام. ولكنه قرر مؤخراً الاستقرار في نقطتين في الكورة بعدما تعبت رجليه من الترحال.
يترك علي فرن باب الرمل كل صباح عند الساعة السادسة مع سائق من دده منذ ٣٥ عاماً. “وبرجع مع حدا بعرفو من المنطقة. ما بأمّن إلا لأهل الكورة. وأهل الكورة كلن أوفياء إلي. ما بيشتروا إلا مني بالرغم من كثرة باعة الكعك.”
يتحدث علي عن حبه لأهل الكورة “كلن خير وبركة” وعن وفائهم له. رجل يعرف تماماً معنى الوفاء، الوفاء لمهنته وزبائنه منذ أكثر من أربعين عاماً.
تحية لك علي بائع الكعك رفيق الأجيال في الكورة.

Facebook Link


قد يعجبك أيضا

⁠⁠⁠حديقة عامة في كوسبا الكورة – جارة حماطورة ووادي القديسين
⁠نورما شاهين – قريباً سيكون لأهل كوسبا الكورة مكان هادىء وطبيعي تقصده الأمهات في الصباح مع أولادهن، والمسنين مع رفقاء الدرب، والشباب والشابات ومحبي الرياضة والراغبين في الاسترخاء في أحضان الطبيعة. حديقة عامة تستعد لفتح أبوابها قبل نهاية هذا العام تستريح على مساحة ٣٢٠٠متر مربع في موقع مميز يطل على وادي القديسين ودير حماطورة في […]
الكورة تتألق لاستقبال الأعياد والبلديات تعمل على إظهار قراها بأبهى حلتها
نورما شاهين- تشهد منطقة الكورة مؤخراً حركة إنمائية تجميلية تتمثل باهتمام البلديات بتزفيت مداخل القرى الرئيسية والفرعية وتوسيعها، إضافة الى تشجيرها، بناء جدران حجرية وإقامة الأرصفة لتأمين سلامة المشاة وتوفير الحماية لهم عند تنقلهم. كما تخطط بعض البلديات الى انشاء حدائق عامة تكون بمثابة متنفس طبيعي مجاني لأبناء البلدة. إلى جانب هذه النهضة الانمائية، تشهد […]
الحفر والخنادق تجتاح طرقات الكورة
نورما شاهين- يتساءل المواطن الكوراني يومياً أي طريق يسلك لتجنب الحفر والخنادق وزحمة السير ولكن من دون جدوى. ثمة حوالي ١٥ مشروعاً قيد التنفيذ في منطقة الكورة، ولكل مشروع حفره وخنادقه الخاصة نظراً لصعوبة التنسيق بين الوزارات المختصة. ومن هذه المشاريع مشروع مد خطوط رئيسية لشبكة المياه، مد شبكات مياه داخلية ومشروع الصرف الصحي الممتد […]
الكورة- “شتوي بنيسان بتسوى السكة والنير والفدّان” بالنسبة لشجرة الزيتون
نورما شاهين- قد ينزعج البعض من الأمطار في هذه الأيام إلا المزارع وخاصة مالك أراضي الزيتون الذي يجد فيها الخير لشجرة الزيتون المباركة. فيقول : “شتوي بنيسان بتسوى السكة والنير والفدان” إذ لا تحصل فائدة من سكة المحراث والفدان واستعمالهما في حرث الأرض ما لم يرتو الزرع بمطر نيسان ويضيف “إذا ما شتت الدني بنيسان […]
الكورة قلحات – “كرمالك بعمل زبال” لزياد نعمه
أغنية تنبعث من جديد بعفوية وإبداع نورما شاهين- كرمالك بعمل زبّال بسوق شحن البلدية بلمّ زبالة حارتكم حتى شوفِك يومية… أغنية قديمة تناقلتها الأجيال بعفوية، رددها الكبار والصغار في الكورة وها هي اليوم تحصد آلاف المعجبين بعدما تم تصويرها وعرض الفيديو على اليوتيوب. الكلمات للمهندس جرجي ساسين إبن أنفه، كتبها سنة ١٩٨٤ بكل عفوية خلال […]
أميون مثل أمي زيتها لا ينضب
نورما شاهين- قامت بلدية أميون بلفتة مميزة اليوم عشية عيد الأم حيث قام عدد من أعضائها بمساعدة ۱٦ شاباً وصبية من أبناء البلدة بتوزيع ۱٢٦۰ قارورة زيت مع بطاقة معايدة وورقة لوتو على جميع أمهات أميون تحت شعار “أميون مثل أمي زيتها لا ينضب”. فمنذ الساعة العاشرة والنصف صباحاً حتى الثامنة والنصف ليلاً قام الفريق […]