X

رسالة من مغتربة لبنانية تعبر فيها عن حنينها لبلدتها بصرما بكلمات صادقة ومعبرة

نورما شاهين- تعيش في الغربة منذ ٢٥ عاماً وقلبها لا يزال في الوطن. تعمل وتربي أولادها في بلاد بعيدة لكنها لا تتوقف عن سرد قصص الطفولة وأخبار أبناء البلدة لتشعر بقربها منهم. تمضي أعواماً بعيدة عن ذكريات الطفولة والشباب لكنها تزور الوطن كلما سنحت الفرصة لتحمل معها المزيد من الذكريات.
انها السيدة زينة العلم ابنة بصرما والمقيمة في أستراليا منذ ٢٥ عاماً. هي واحدة من الاف المغتربين الذين يعيشون بالجسد فقط بعيداً عن بلداتهم فيما روحهم معلقة بالوطن.

زينا قررت فتح صفحة على الفيسبوك أسمتها ابنتها “Bsarma Connect” هدفها التواصل بين المقيمين في بصرما والمغتربين في كل أنحاء العالم. بالرغم من المسافات التي تفصلنا تقول زينا “فاننا نرغب بمعرفة كل ما يدور من أحداث في البلدة. بصرما تحتل جزءاً كبيراً من قلوبنا.” وتضيف ” لم يكن الأمر سهلاً في البداية. فبعض العائلات غادرت البلدة منذ زمن بعيد وانقطعت أخبارها. لكنني بدأت مع عائلة واحدة واليوم تمكنت من التواصل مع كل العائلات حتى تلك التي لم يعد لديها أي رابط في البلدة. والمشجع في الأمر أن معظم العائلات أحبت فكرة التواصل ونحن اليوم حوالى ٣٧٧ شخصاً نتواصل ونتشارك الأخبار والذكريات. وتضم الصفحة أبناء بصرما المقيمين في فرنسا، البرازيل، فنزويلا، كندا، أستراليا والولايات المتحدة.”

محاولة زينة هذه تهدف الى تقريب المسافات، وتنمية شعور الانتماء عبر تبادل الصور والذكريات لعلها تخفف من قساوة الغربة ووحشتها. ويطول الحديث بيننا فتعتذر قائلة ” لا أستطيع التوقف عن الكلام عن بلدتي” وتضيف “بعرف انو في برد كتير بلبنان اليوم بس بطلب منك لما تفتحي الشباك تفكري فيي”.

هذه هي الرسالة التي كتبتها زينة للتعبير عن حنينها لبلدتها والى ماذا تشتاق في بصرما. ولزينة أقول أن أبناء الكورة كلهم سيفكرون فيك هذا المساء.

كتبت زينا العلم الى ماذا نشتاق في بصرما؟

الى رائحة التراب بعد هطول المطر، الى صوت وقع البرد على شباك غرفتي
الى قطف بخور مريم على طريق الدير
الى تفضيه المزهريات على مذبح الكنيسة القديم ورائحة الورد الزبلان
الى صوت جرس الكنيسة والأولاد يتشاجرون لكي يدقونه
الى اضاءة الشموع في سيدة البرية ، الى مزار القديس قبريانوس القديم
للعريشة فوق سطح بيتنا
الى كروم العنب والتين
الى تجمعنا حول كركة العرق
الى الرمان الهاجوجي
الى الليمون وخصوصاُ المسكي الذي كان المفضل عند جدي
الى عجقة الناس في موسم الزيتون
الى كانون النار وشوي الكستنا
الى رائحة الزعتر ونبع الفسقين
الى مزاراتك وكنائسك المقدسة
الى فرح الميلاد واجوائه في أيام البرد والتحضيرات مع الجوقة وفرسان العدرا تحت رعاية مار يوسف
الى الساحة ودكاكينها الصغيرة واحتفالاتها بعيد مارجرجس
لم تفلح السنين ولا المسافات ان يزيلوكِ من فكرنا ولا ان يمحو كل ما فيك
رغم انهم شوّهوا جمالك وشطرك الأوتوستراد لكنك ما زلت الاجمل
وأنت المقيم خارج لبنان الى ماذا تشتاق اكثر؟

Facebook Link

koura.admin:

Comments are closed.